واجه محتجون في إيران قوات الأمن، الجمعة، في مدينة جنوب شرقي إيران شهدت أسابيع من الاضطرابات وسط تظاهرات في أنحاء البلاد بعد وفاة امرأة كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر.
مدينة زاهدان، حيث اندلعت الاحتجاجات في البداية بسبب اتهامات ضد شرطي بالاغتصاب، أصبحت المنطقة الأكثر دموية بعد وفاة مهسا أميني، 22 عاما.
وتشهد إيران احتجاجات تضمنت أكثر من 125 منطقة ومقتل أكثر من 270 شخصا، إضافة إلى اعتقال نحو 14 ألف آخرين، وفق منظمة نشطاء حقوق الإنسان في إيران. وامتدت أيضا لتشمل الاحتجاج على الحجاب الإجباري ومناهضة نظام الملالي الإيراني.
يقدر نشطاء أنه في زاهدان وحدها، قتل نحو 100 شخص منذ أثارت احتجاجات هناك يوم 30 سبتمبر ردا عنيفا من الشرطة.
وتضمنت مقاطع مصورة لاحتجاجات الجمعة في المدينة حول مسجد دوي إطلاق نار. وأظهر مقطع لاحقا آثار دماء على الأرض وفي باحة المسجد، وقال نشطاء إنه يخشى سقوط قتيلين.
وذكرت منظمة نتبلوكس لاحقا الجمعة أن الوصول للإنترنت في المدينة معطل.
ولم تعترف السلطات الإيرانية على الفور بعنف الجمعة في المدينة التي تقع على مسافة نحو 500 كيلومتر جنوب شرق العاصمة طهران.
لكن في وقت لاحق أورد التلفزيون الرسمي تقريرا ذكر فيه أن شخصا قتل، وأن 14 آخرين اصيبوا بجروح في زاهدان، دون ذكر من يقف وراء إطلاق النار المميت.
وفي أقوى بيان صادر منها حتى الآن، أدانت الأمم المتحدة الجمعة "جميع الأحداث التي أدت إلى مقتل أو إصابة المتظاهرين بجروح خطيرة" في إيران، وأعادت التأكيد على أنه "يجب على قوات الأمن تجنب كل استخدام غير ضروري أو غير متناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "يجب محاسبة المسؤولين"، وإن الأمم المتحدة تحث طهران على "معالجة المظالم المشروعة للسكان، ومنها ما يتعلق بحقوق المرأة".
لكن وكالة الأنباء الرسمية إرنا حملت بيانا من مجلس الأمن في المنطقة في وقت سابق من الجمعة جاء فيه إن قائد شرطة زاهدان ومسؤولا آخر بالشرطة أقيلا بسبب تعاملهما مع احتجاجات 30 سبتمبر. وأقر البيان للمرة الأولى بأن الشرطة أطلقت النار وقتلت أشخاصا كانوا يصلون وقتها في مسجد مجاور.
وزعم بيان مجلس الأمن المحلي أن 150 شخصا منهم رجال مسلحون هاجموا مركزا للشرطة وحاولوا السيطرة عليه خلال الاحتجاجات.
وقال البيان إن "الصراع المسلح وإطلاق النار من جانب الشرطة للأسف أديا إلى إصابة وقتل عدد من المصلين والمارة الأبرياء الذين لم يكن لهم دور في الاضطرابات".
لكن البيان زعم مقتل 35 شخصا فقط بينما يقدر نشطاء أن العدد الذي قتل على يد قوات الأمن أكبر ثلاثة اضعاف، وزعموا أن القوات أطلقت النار على محتجين من مروحيات.
وما زال جمع المعلومات عن التظاهرات صعبا، وتعطل الحكومة الإيرانية الوصول للإنترنت منذ أسابيع، في الوقت الذي ألقت فيه السلطات القبض على 46 صحفيا على الأقل، وفقا للجنة حماية الصحفيين.