رئيس الشورى اليمني لـ «الوطن»: العرب يقاومون هيمنة إيران والحوثيون لن يتمكنوا من السلطة
- البحرين ركن رئيس في «التحالف» وتدافع عن الشرعية بكل ما أوتيت من قوة
- لا مؤشرات إيجابية على جنوح الحوثيين للسلام وإيران تحرضهم على الحرب
- لولا دعم مجلس التعاون الخليجي للشعب اليمني لكانت الأوضاع سيئة
- طهران تدرب وتسلح وتجهز الحوثيين للاعتداءات في اليمن والسعودية
- «الشرعية» تتطلع إلى ضغوط أممية على الحوثيين بتنفيذ القرار 2216
- طهران تستغل الأزمة اليمنية في المفاوضات النووية
- الهدف من «مجلس القيادة الرئاسي» تحقيق الاستقرار في اليمن
أكد رئيس مجلس الشورى اليمني، ورئيس الوزراء السابق، د. أحمد عبيد بن دغر أن العرب يقاومون ويواجهون محاولات الهيمنة الإيرانية على المنطقة، مؤكداً أن إيران بالرغم من دعمها للمتمردين الحوثيين فإنها لن تستطيع أن تنفذ أجنداتها في المنطقة، مشدداً على أن الحوثيين لن يتمكنوا من السلطة في اليمن.
وأضاف في حوار خص به «الوطن» على هامش زيارته الأخيرة للبحرين أن مملكة البحرين تعد ركناً رئيساً في تحالف دعم الشرعية في اليمن حيث تدافع عن «الشرعية» وعن الشعب اليمني بكل ما أوتيت من قوة، منوهاً إلى أن ذلك نتيجة تعزيز العلاقات الأخوية بيننا كدولتين وكشعبين وكحكمين، مشدداً على أنه لولا دعم مجلس التعاون الخليجي والسعودية على وجه الخصوص للشعب اليمني لكانت الأوضاع سيئة.
واعتبر بن دغر أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات إيجابية على جنوح الحوثيين للسلام، لاسيما وأن طهران تحرضهم على الحرب، مؤكداً أن الأخيرة تدرب وتسلح وتجهز الحوثيين للاعتداءات في اليمن والسعودية، لافتاً إلى أنه لولا الدعم الكبير والقوي من طهران للحوثيين لما وصلوا إلى هذا المستوى وتلك المرحلة، موضحاً أن إيران تستغل الأزمة اليمنية للضغط على المجتمع الدولي في المفاوضات النووية.
وقال إن العهد الجديد بعد مشاورات الرياض من أجل تحقيق السلام والاستقرار، مشيراً إلى أن الهدف الرئيس من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي هو تحقيق الاستقرار في اليمن، مبيناً أن «الحكومة الشرعية» تتحرك في نطاق تحالف عربي واسع لحل الأزمات العالقة، معتبراً أن الهدنة مكسب لليمنيين لأن البلاد بحاجة للأمن والهدوء والاستقرار، على الرغم من انتهاكات الحوثيين لها عشرات المرات، موضحاً أنه لا سبيل غير تحقيق السلام والاستقرار في اليمن. وقال إن الحوثيين يستغلون أزمة «صافر» للتشويش على المشاكل الأخرى، مؤكداً أن المجتمع الدولي يدرك انتهاكات وحماقات الحوثيين في اليمن، وبينها أزمة صافر وما يحدث في الحديدة.
وإلى نص الحوار:
كيف ترون جهود البحرين في دعم الشرعية في اليمن؟
- نحن العرب مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالحمى والسهر، ولذلك، عندما تعقدت الأوضاع في اليمن، وتمت عملية الانقلاب الحوثي على الشرعية، هب العرب جميعهم لنصرة الشرعية في اليمن، وللدفاع عن المصالح المشتركة في اليمن، خاصة المصالح القومية. والبحرين دائماً ركن رئيسي في تحالف دعم الشرعية في اليمن بمواجهة المتمردين الحوثيين، وإيران، وبالتأكيد كان جهود الأشقاء في البحرين أساسية وهب البحرينيون للدفاع عن الشرعية بكل ما أوتوا من قوة، وساهموا بمساهمات فعالة على كافة المستويات. وكان نتيجة لذلك، تعزيز العلاقات الأخوية بيننا كدولتين وكشعبين وكحكمين، ومن هنا أستطيع أن أقول إن مساهمة البحرين كانت مساهمة أخوية في غاية الأهمية، وبحجمها الكبير.
كيف يمكن تحجيم الحوثيين في اليمن؟
- العهد الجديد الذي جاء بعد مشاورات الرياض، كان الهدف منه هو تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، ونحن نرجو أن يستجيب الحوثيون لهذا النداء، الذي يريده كل إنسان يمني محب لبلاده، لكن في الحقيقة حتى الآن لا توجد مؤشرات على هذه الرغبة وهذه الأمنية، التي يتمناها اليمنيون المخلصون لبلادهم، لكن نتوقع في المستقبل أن يحدث شيء من هذا القبيل، وليس هناك من سبيل آخر غير تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
كيف تواجهون تعنت المتمردين الحوثيين وعدم جنوحهم إلى السلام؟
- نحن نتحرك ونتناقش في نطاق تحالف عربي واسع، ونفكر بصوره مشتركة، وأعتقد أننا في نهاية المطاف سوف نصل إلى حلول لهذه المشاكل العالقة.
هل تعتقدون أن صمت المجتمع الدولي أدى إلى هذا التعنت الحوثي، نتيجة عدم وجود ضغوط دولية؟
- بالنسبة للمجتمع الدولي، نحن نعرف أنه يتعامل مع القضايا من منطلق القيم التي تهمه وهي القيم العالمية، ولا تتعلق باليمن وحده، ولكن تتعلق بالعلاقات بين الأمم والشعوب المختلفة، ولا نستطيع إلا أن نقول خيراً فيما يقومون به، ولا نستطيع أن نتهمهم بشيء، نحن نأمل أن تتمكن الأمم المتحدة من فرض القرار 2216 في اليمن، وأن تكون هناك ضغوط أكثر على الحوثيين حتى يستجيبوا لإنجاح سلام.
وماذا إذا تعقدت الأوضاع في اليمن أكثر فأكثر؟
- الأوضاع معقدة في أكثر من مكان في الوطن العربي، فهي معقدة في العراق وسوريا والسودان، والوضع في اليمن ليس حالة خاصة.
هل تستغل إيران الأزمة اليمنية بدعم الحوثيين وتأجيج التوتر من أجل الضغط في المفاوضات النووية؟
- ربما إيران تحاول استغلال الأزمة اليمنية في التفاوض، وتحاول أن تستغل ذلك في الملف النووي، ومباحثات فيينا، ونحن نعلم أن لإيران أطماعاً خاصة في اليمن وفي المنطقة وهي لن تتخلى عن هذه الأطماع، ولكن في المقابل، العرب يقاومون الأطماع الإيرانية، بكل ما يستطيعون من قوة، وسوف يواجهون أية محاولة لفرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة سواء في اليمن أو في العراق أو في سوريا.
هل آن الأوان أن يصنف المجتمع الدولي الحوثيين كجماعة إرهابية؟
- نحن نشكر بعض الدول التي استجابت وقامت بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، ونقدر موقف الدول الأخرى، التي تدرس الموقف، ونحن نأمل أن يستجيبوا في المستقبل.
هل تعتقدون أن الميليشيات الموالية لإيران والتي تدعم الحوثيين تشكل دافعاً لتعنت المتمردين وتهديد الأراضي السعودية؟
- ليس هناك شك في أن إيران هي التي تعطي القوة للحوثيين، ولولا إيران لما وصل الحوثيون إلى هذا المستوى، إيران هي التي دربت وسلحت وجهزت ومكنت الحوثيين من كل هذا الذي يحدث، سواء من اضطرابات داخل اليمن أو من خلال الاعتداء على الدول الجارة، خاصة المملكة العربية السعودية، ولكن نحن متأكدون من أن هذه المرحلة مؤقتة، ولن تستطيع إيران ولن يستطيع الحوثيون أن ينفذوا ويفرضوا أجنداتهم في اليمن أو في المنطقة العربية، لأنه في نهاية المطاف الشعوب والدول العربية سوف تقاوم هذه الهيمنة وهذه الأجندات، والآن، العرب كلهم في حالة مقاومة لمواجهة محاولات الهيمنة الإيرانية.
الشعب اليمني يعول الكثير على التشكيل الجديد لمجلس رئاسة القيادة اليمني.. فما هي الترتيبات المرتقبة خلال المرحلة المقبلة؟
- الهدف الرئيس من تشكيل مجلس الرئاسة اليمني هو تحقيق الاستقرار في البلاد، ونحن نعتقد أنه إذا كانت هناك شروط مسبقة للحوثيين من أجل السلام على حد قولهم، فنحن نعتقد أن تلك الشروط قد سقطت الآن، ومن المهم جداً أن يجنح الحوثيون للسلام إذا كانوا يخافون على اليمن واليمنيين، أما إذا كان الهدف هو وصولهم إلى السلطة وفقاً لأجنداتهم ورغباتهم، فهم لن يصلوا إلى السلطة.
ماذا عن الخرق المستمر للهدنة ما بين فترة وأخرى؟
- الحوثيون خرقوا الهدنة مئات المرات، لكن تبقى الهدنة مكسباً لليمنيين، لأن البلاد بحاجة إلى الهدوء والأمن والاستقرار.
هل تعتقدون بأنه من الممكن ممارسة ضغوط على المتمردين من أجل الرضوخ والجلوس لمائدة المفاوضات؟
- حتى الآن المؤشرات سلبية، ولكن نحن نقول إن كل حرب لابد وأن تنتهي بالسلام، والآن الإيرانيون يقدمون المساعدات والدعم ويحرضونهم على القتال، ويحرضونهم على اليمن، وعلى اليمنيين، وعلى العرب، وحتى لو استمر هذا الأمر، لكن في نهاية المطاف، اليمنيون سوف يعرفون طرق السلام، ولن يحكم الحوثيون البلاد إلا بشراكة مع الآخرين.
ماذا عن الدعم السعودي للحكومة الشرعية وللشعب اليمني؟
- هناك دعم كبير من المملكة العربية السعودية للحكومة الشرعية وللشعب اليمني، وهنا نحن نحيي قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما، البحرين والإمارات وغيرهم من دول مجلس التعاون، على مواقفهم تجاه اليمن، والشعب اليمني، ولولا دعم هذه الدول، وخاصة المملكة العربية السعودية، لكانت الأوضاع سيئة.
كيف يمكن التغلب على أزمة خزان صافر وميناء الحديدة؟
- أزمة صافر والحديدة جزء من الأزمة اليمنية ولا يمكن أن نعالج الأوضاع في الحديدة إلا إذا تمت معالجة الأزمات والقضايا الأخرى، وفيما يتعلق بأزمة صافر، فإن الحوثيين يستغلون تلك الأزمة للتشويش على المواقف الأخرى، فهم يثيرون تلك الأزمات، وإيرادات اليمن التي يستولون عليها كانت كافية لحل تلك الأزمة، لكن هم يصرون على مواقفهم، وحمولات النفط في صافر ربما كانت ستساهم في حل أزمة رواتب الموظفين، لكن الحوثيين يتعنتون ويصرون على مواقفهم. وبالتالي الإشكالية واحدة سواء أزمة صافر أو أزمة الحديدة.
كيف يمكن للحكومة الشرعية أن تكشف جرائم الحوثيين في اليمن؟
- هذه مسألة لم تعد خافية على أحد، الحوثيون قدموا الأدلة على أنهم ارتكبوا حماقات وجرائم في اليمن، وسيأتي يوم يدرك فيه المجتمع الدولي كله، أن الميليشيات الحوثية تنقلب على الشرعية، ومروراً بكل الحروب التي مروا بها، من صعدة، إلى صنعاء، وتعز، ومأرب، وعدن، وغيرها، وبالتالي سوف يدرك العالم كله ما سببه الحوثيون في اليمن من متاعب.
ماذا عن جهود مجلسي النواب والشورى في اليمن في دعم الشرعية؟
- مجلس النواب هو الغرفة التشريعية الأولى في اليمن، ومجلس الشورى يعينه على عمله، والمجلسان جزء من السلطة التشريعية في البلاد، ونحن في هذه المرحلة نحن ندفع في اتجاه التعامل الإيجابي مع الدستور والقوانين ومع معالجة أوضاع الشعب اليمني، وفقاً للإمكانيات المتاحة، حتى عندما تم التغيير الأخير، صادق مجلس النواب عليه، ونحن باركنا في مجلس الشورى هذا التغيير في ظل الظروف الراهنة والملموسة.