رحب أعضاء مجلس الأمن الدولي بالدعوة التي أطلقها المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بشأن الهدنة لمدة شهرين في البلاد والاستجابة الإيجابية من الأطراف.
وشدد بيان صادر عن أعضاء المجلس، الاثنين، على الفرصة التي تُتِحها الهدنة لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين وتحسين الاستقرار الإقليمي.
كما حث البيان، الذي نشره موقع الأمم المتحدة الرسمي، على بناء الثقة من خلال إجراءات مثل إعادة فتح طريق تعز، على سبيل المثال لا الحصر. والتدفق المنتظم لشحنات الوقود والبضائع والرحلات الجوية، وفقا للهدنة المتفق عليها.
ودعا البيان، جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة التي توفرها الهدنة والعمل مع المبعوث الأممي، لإحراز تقدم نحو وقف شامل لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة.
كما أكد البيان، على دعم أعضاء المجلس الكامل للجهود المتعلقة بالمشاورات السياسية التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
وجدد البيان التأكيد، على الضرورة الملحة لعملية شاملة بقيادة وملكية يمنية، تحت رعاية الأمم المتحدة. مشيرا إلى أهمية مشاركة النساء بنسبة 30 في المائة على الأقل. بما يتماشى مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، على النحو المشار إليه في القرار 2624 (2022).
كما رحب البيان، بمبادرة مجلس التعاون الخليجي للحوار اليمني-اليمني، التي انطلقت الأسبوع الماضي، دعما لجهود الأمم المتحدة.
وأعرب البيان، عن قلق أعضاء المجلس العميق إزاء الأزمة الإنسانية في اليمن، مشددا على الحاجة الملحة لتمويل الاستجابة الإنسانية.
في السياق، رحب المجتمع الإنساني بالتزام أطراف النزاع في اليمن بهدنة لمدة شهرين بوساطة الأمم المتحدة في اليمن. وقد دخلت تلك الهدنة حيّز التنفيذ يوم السبت 2 نيسان/أبريل 2022.
وبحسب اتفاق الهدنة، فإن جميع العمليات العسكرية برا وجوا وبحرا تتوقف. وإذا تم تنفيذ الهدنة بشكل فعّال، فستقطع شوطا طويلا في الحد من العنف، وتخفيف معاناة الناس في اليمن، ودعم الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتمكين الاستجابة الإنسانية. وفقا لموقع الأمم المتحدة.
وقال ديفيد غريسلي، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، وفي بيان صدر أمس، “نرحب بهذه الهدنة التي تشتد الحاجة إليها ونحث جميع الأطراف على الالتزام بها واحترامها، وكذلك اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان تنفيذها بنجاح”.
كما تتضمن بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة. والسماح برحلتين جويتين من مطار صنعاء وإليه كل أسبوع.
وبهذا الصدد، رحب غريسلي بالتزام الأطراف بالسماح بمرور سفن الوقود عبر موانئ الحديدة. وقال: “هذه الموانئ هي نقاط عبور مهمة للوقود والغذاء والسلع الأساسية الأخرى إلى اليمن”.
وأوضح، أن استئناف بعض الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء الدولي وإليه سيكون بمثابة أنباء سارّة لكثير من اليمنيين. “بما في ذلك أولئك الذين كانوا ينتظرون فرصة للحصول على العلاج الطبي أو التعليم في الخارج والعائلات التي كانت تأمل في لم شملها خلال شهر رمضان”.
كما اشار غريسلي إلى أنباء تفيد باتفاق الأطراف على الاجتماع تحت رعاية المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، لبحث فتح طرق في تعز والمحافظات اليمنية الأخرى.
وقال: “من شأن ذلك أن يسهّل التحركات المدنية والتجارية ويعزز وصول المساعدات الإنسانية. مما يمكّن وكالات المعونة من الوصول إلى المحتاجين في المناطق التي شكّل فيها النزاع المسلح وانعدام الأمن تحديات كبيرة أمام إيصال المساعدة الإنسانية”.
وحثّ غريسلي المانحين على زيادة دعمهم لعملية مساعدة اليمن وسرعة صرف التعهدات والوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمر التعهدات الأخير لليمن.
وقال: “سيساعد هذا الدعم العاملين في المجال الإنساني في اليمن على تزويد المحتاجين بفوائد سلام ملموسة. حيث نعمل على توسيع نطاق وصولنا إلى المناطق التي كان يتعذر الوصول إليها سابقا”.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الحرب في اليمن لأكثر من سبع سنوات أدت إلى معاناة لا توصف. مما جعل اليمن واحدا من أكبر الأزمات الإنسانية وعمليات الإغاثة في العالم.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن حوالي 23.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في عام 2022.
وكانت وكالات الإغاثة الأممية والدولية طلبت في مؤتمر التعهدات رفيع المستوى الذي عُقد في آذار/مارس، 4.27 مليار دولار لمساعدة حوالي 17 مليون شخص محتاج. غير أن المانحين التزموا بنحو 1.3 مليار دولار فقط.