حول خروج حلفاء واشنطن عن طاعتها، كتب غيفورغ ميرزايان، في فزغلياد .

ما عادوا يصغون إلى أمريكا. هذا الاستنتاج توصلت إليه بلومبرغ، في تحليلها لخطوات أعداء أمريكا.

ومع ذلك، فإن المشكلة الرئيسية التي تواجه الولايات المتحدة الآن لا تكمن حتى في أن خصومها الاستراتيجيين يتمردون، فواشنطن تفقد السيطرة على حلفائها.

ليست تركيا وحدها تتمرد، بل والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل تتمرد. في الواقع، أخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمريكا رهينة، من خلال عمليته الوحشية في قطاع غزة، والتي لم يتم تنسيقها مع الأمريكيين، فقد وجه ضربة جدية لعلاقات الولايات المتحدة مع العالم العربي (لقد اضطرت واشنطن ببساطة إلى دعم إسرائيل، لخصوصيات العلاقات الأمريكية الإسرائيلية)، والآن، يحاول نتنياهو جر أمريكا إلى صراع عسكري مباشر مع إيران.

إلا أن الحليف الأكثر خطورة بين المتمردين هو أوكرانيا. فنظام زيلينسكي، الذي لا يتلقى الأسلحة التي يطلبها من واشنطن ويشعر بضعف القيادة الأمريكية (خاصة خلال الفترة الانتقالية)، يسعى إلى تقليد نتنياهو، وجر الولايات المتحدة إلى الحرب. لكن الحرب مع إيران شيء، ومع روسيا النووية شيء مختلف تماما. وفي الوقت نفسه، فإن الأمريكيين غير قادرين على منع رئيس نظام كييف من ترتيب استفزازات وحشية لتحقيق أهدافه، تطال حتى المنشآت النووية.

من الناحية النظرية، في هذه الحالة، يجب على الأمريكيين جعل الضرر في حده الأدنى، ومحاولة تسوية العلاقات دبلوماسيًا مع الحلفاء الذين لا يزال من الممكن القيام بذلك معهم، والسماح للخصوم بتدبر أمر الذين خرجوا عن السيطرة تمامًا. ومع ذلك، لتحقيق مثل هذا الحل الجيوسياسي، يجب أن يقود الولايات المتحدة قادة رصينون وعمليون، فمن أين يمكن الحصول عليهم؟

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب