يبدو أن النقاش حول المرحلة المقبلة من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، مستمر على قدم وساق، وبشكل مكثف.
فقد وصل مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز اليوم الثلاثاء، إلى الدوحة للقاء مدير الاستخبارات الإسرائيلية ديفيد بارنيا، وبحث "المرحلة المقبلة" من اتفاق الهدنة في غزة، وفق ما أوضحت مصادر مطلعة.
وستعقد في العاصمة القطرية اجتماعات سرية بين بيرنز ورئيس المخابرات الإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بهدف التوسط في صفقة موسعة بين إسرائيل وحماس، حسبما أكد ثلاثة أشخاص مطلعين على الزيارة.
رجال وجنود إسرائيليون
إذ يتركز اهتمام بيرنز على حث كل من حماس وإسرائيل على توسيع نطاق مفاوضاتهما بشأن ملف الأسرى، والتي اقتصرت حتى الآن على النساء والأطفال فقط، بحيث يشمل الاتفاق إطلاق سراح رجال وعسكريين أيضاً، وفق ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.
كما يسعى أيضًا إلى تمديد وقف إطلاق النار لفترة أطول مع الأخذ في عين الاعتبار الطلب الإسرائيلي القاضي بأن تطلق حماس ما لا يقل عن 10 أشخاص يومياً، حسبما قال مطلعون على الأمر شرط عدم الكشف عن هويتهم.
صورة لأسرى لدى حماس (رويترز)
بالإضافة إلى ذلك، يضغط رجل الاستخبارات الأميركي الذي يحظى بثقة الرئيس جو بايدن من جهة، والموساد من جهة ثانية، من أجل الإفراج عن المحتجزين الأميركيين لدى حماس في غزة، والذين يقدر عددهم بما بين 8 و9.
وقف دائم لإطلاق النار
بدورها تعمل كل من القاهرة والدوحة من أجل تمديد الهدنة المؤقتة التي بدأت يوم الجمعة الماضي واستمرتـ 4 أيام، ثم مددت يومين حتى غداً الأربعاء (29 نوفمبر)، لفترة 3 أيام إضافية، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع القابع تحت الغارات الإسرائيلية منذ هجوم حماس المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أوضح بوقت سابق اليوم أن بلاده لا تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات حول إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس". وقال خلال مؤتمر صحفي في الدوحة: "ستتم مناقشة مسألة عناصر الجيش الإسرائيلي، ولكن في وقت لاحق"، مشيراً الى أن "أن التفاوض يقتصر حالياً على الإفراج عن المدنيين وليس ضمن الأولويات التفاوض على العسكريين".
كما أكد الإفراج عن 20 محتجزاً في غزة خلال اليومين القادمين. وشدد على أن الدوحة تركز على تمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد الأربعاء، بناء على قدرة حماس على مواصلة إطلاق سراح 10 محتجزين يومياً.
كذلك، كشف مصدر مصري مطلع أن مسؤولين مصريين وقطريين وأميركيين وإسرائيليين يجتمعون في الدوحة للبناء على اتفاق تمديد الهدنة
.
وكانت الفصائل الفلسطينية لا سيما حماس احتجزت ما يقارب 240 إسرائيلياً من ضمنهم جنود وضباط إسرائيليون، فضلاً عن أجانب.
إلا أن اتفاق الهدنة الذي أتى بعد أسابيع من الوساطات المصرية القطرية الأميركية، أفضى حتى الآن إلى إطلاق سراح 150 فلسطينياً من النساء والأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن 69 إسرائيلياً من النساء والأطفال أيضاً، فضلاً عن عمال أجانب.
الحدث نت